الجامعات المُزيَّفة
لقد دفعوا آلاف الدولارات في مقابل تدريب لم يتلقوه أبدًا
كان نشطاء حقوق الإنسان العراقيون يحلمون بإعادة بناء بلدهم. بعد أن قاموا بتحويل آلاف الدولارات إلى مواطن نرويجي ، فقدوا معظم الأموال.
OBS! Denne artikkelen er mer enn tre år gammel, og kan inneholde utdatert informasjon.
«إنه مجرم. وعلينا أن نُوقِفه. ولن تقرَّ لي عينٌ حتى أراه مسجونًا»، تقول ملكة الحداد.
تجلس الناشطة الحقوقية العراقية في شقة صغيرة في مدينة ليستر في إنجلترا، حيث تتقاسم غرفها الضيقة المظلمة مع أربع طالبات لجوء أخريات.
وفي غرفة المعيشة، أغراضهن مكدسة على امتداد الجدران. وحقائب السفر والأكياس البلاستيكية الممتلئة تزيد الغرفة ضيقًا على ضيقها.
كانت ملكة الحداد، قبل أن تفر من العراق، رئيسة أحد مراكز حقوق المرأة في العراق. وهو ما يعني بالضرورة أن الأمر قد انتهى بها، عام 2013، إلى مواجهة مع أيهان جاف؛ وهو الرجل الذي استطاعت صحيفة خرونو (Khrono)، هذا الأسبوع، أن تكشف وقوفه خلف إحدى الجامعات المُزيَّفة.
وتحاول ملكة الحداد، منذ ذلك الحين، تحقيق العدالة لعدد من المدافعين عن حقوق الإنسان من شباب العراق.
وتحاول، كذلك، استعادة آلاف الدولارات التي تخصهم.
دفع الأموال من أجل دورات باهظة الثمن
كان ذلك عام 2013، ولم يكن قد مر على انسحاب القوات العسكرية الدولية من العراق سوى بضعة أعوام. وها هو ذا تنظيم داعش يتقدم ليبسط يده على عدد من المدن في البلاد.
ورغم غياب الاستقرار، كان الأمل ما زال يراود عددًا من الشباب الذين يشاركون في أداء الأعمال الحقوقية في مختلف المنظمات.
فهذا مهند العراقي، وهو يرى، على موقع فيسبوك ومنصات رقمية أخرى، إعلانات عن دورات في مجال حقوق الإنسان. وهو بالفعل ناشط مخلص في سعيه.
وها قد سنحت له الفرصة المغرية للتعرف على كيفية بناء المنظمات الإنسانية ونيل شهادة تُفيد بأنه قد تلقى التدريبات على المهارات القيادية المُهِمَّة.
وكان من المغري، أيضًا، استعداد مهند لدفع 2500 دولار أمريكي ليحضر تلك التدريبات.
لكنه لم يرَ أمواله مرة أخرى.
لقد وُعِدنا بأن ننال شهادات دولية من مراكز معتمدة في النرويج والنمسا والمملكة المتحدة
Mohanned Monam Hussein
تم إرسال الأموال إلى النرويجي
كان أيهان جاف يدير المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي (Arab European Center for Human Rights and International Law) من مدينة لاير (Leir) في النرويج. وكان، في الوقت نفسه، يتولى إدارة الأكاديمية الأورومتوسطية للدراسات والعلوم الإنسانية (Euro-Mediterranean Academy for Studies and Human Rights) في لندن، بالاشتراك مع ياسر عبد الفتاح.
وهي المنظمة التي تقف وراء الدورات التي أُعلِن عنها في خريف عام 2013، والتي أراد الناشطون الحقوقيون العراقيون حضورها.
وكانت تلك الإعلانات، وفق ما أفاد به مهند، تنص على أن الدورات التدريبية ستُعقَد في بعض مدن أوروبا الغربية، ومنها أوسلو ولندن. وكان بإمكان مهند، بعد الدفع بعدة أيام، أن يخوض إحدى الدورات التدريبية وأخيرًا نيل شهادة تعني له الكثير.كما وعدوا بشهادة من الجامعة.
وكانت الجهة التي تُموِّل هذه الدورة هي السيد «جاف» بمنظمته الحقوقية النرويجية المسجَّلة المعروفة باسم المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، والتي تُعرَف بالاختصار (AECHRIL). وكان على مَنْ يود المشاركة أن يدفع، من ثَمَّ، إلى السيد «جاف».
وكانت رسوم الحضور للفرد الواحد لا تقل عن 2500 دولار أمريكي؛ وهو ما كان يُعادِل، في ديسمبر (كانون الأول) عام 2013، حوالي 15000 كرونة نرويجية. أما في عام 2020، فذلك المبلغ يُعادِل نحو 22500 كرونة نرويجية.
- «كنا نرى أن 2500 دولار عن كل فرد مبلغ ضئيل مقارنةً بالشهادة التي وُعِدنا بنيلها. فقد وُعِدنا بتحصيل شهادات دولية من مراكز مرموقة في النرويج والنمسا وإنجلترا. وكان أهم شيء لدينا أن نكتسب المعارف بشأن كيفية تدريب أناس آخرين، وبناء قدرات المنظمات، وتعزيز العمل في مجال حقوق الإنسان، والعمل في سبيل الحرية في العراق»، هكذا قال مهند في لقاء أُجري معه عبر الهاتف في وجود مترجم فوري.
وكان على مهند، وفق ما قال، أن يبيع سيارته ليتمكن من دفع تكاليف تلك الدورة.
ولكن لم يكن هؤلاء الناشطون ليدفعوا من دون بحث؛ فقد تساءلوا بشأن تلك الدورة والمنظمات التي وراءها وهل كانت حقيقية أم وهمية.
فتوجهوا بأسئلتهم إلى ملكة الحداد.
سيارات تُباع وآمال حملتها رياح الضياع
قررت ملكة الحداد أن تتحقق من صدق تلك الدورة التدريبية، فتواصلت مع أحد معارفها الذين تثق بهم. وتقول إنه يؤيد الدورة والتنظيم. ولم يرد نفس الرجل الذي ينتمي إلى منظمة Aihan Jaf Aechril على استفسارات خرونو لإجراء مقابلة.
وعليه، فقد دفع مهند، من العراق، الرسوم عن نفسه وعن ناشطين آخرين؛ فَحَوَّل مبلغًا قدره 7500 دولار أمريكي مباشرةً إلى أيهان جاف، وذلك عن طريق أحد مكاتب تحويل الأموال في مدينة النجف الواقعة جنوبي بغداد في العراق.
وقد اطلعت صحيفة خرونو على ثلاثة إيصالات لهذه المعاملة، وكل منها بقيمة قدرها 2500 دولار أمريكي.
وكان مستلم الحوالة في تلك الإيصالات الثلاثة أيهان جاف.
«لكن أسوأ شيء أن يضيع منا الأمل في المشاركة في تلك الدورة المُهِمَّة، فضلاً عن الضغط النفسي والمعنوي الذي تعرضنا له»، هكذا قال مهند.
وفقًا لاتفاق أبرمه خرونو مع جاف ، فقد تلقى جميع الحقائق والاقتباسات الموجودة في هذا المقال في 11 أغسطس. منذ ذلك الحين ، لم يرد على أي من مكالماتنا أو نصوصنا أو رسائلنا الإلكترونية.
يتقدم للحصول على تأشيرة - بدون حظ
لم يكن مهند، في ذلك، وحده.
فقد اطلعت صحيفة خرونو على قائمة بأسماء 15 عراقيًّا سجَّلوا للمشاركة في تلك الدورة. وقد وَثَّقت صحيفة خرونو مشاركة ما لا يقل عن خمسة أفراد منهم، وتلقت منهم إيصالات تُثبِت أن كُلاً منهم قد حوَّل مبلغًا قدره 2500 دولار أمريكي.
فإذا كان كل فرد من الخمسة عشر المُدرَجين في تلك القائمة، التي أعدتها المنظمة المذكورة نفسها، قد سدَّد المبلغ ذاته، فإن المجموع سيكون 37500 دولار أمريكي؛ وهو ما يُعادِل – في الوقت الذي كان من المقرر عقد الدورة فيه – 230 ألف كرونة نرويجية. أما اليوم، فذلك يُعادِل 335 ألف كرونة نرويجية.
وكان أحمد من بين هؤلاء الناشطين الآخرين الذين أرسلوا أموالاً إلى السيد «جاف».
وكان أيهان جاف، وفق ما أدلى به أحمد لصحيفة خرونو، قد ادَّعى أنه يُمثِّل الأمم المتحدة، وأعطاه التعليمات بشأن مكتب تحويل الأموال الذي يجب عليه أن يتوجه إليه في بغداد ليُرسِل تلك الأموال.
ويُفيد أحمد، كذلك، بأنه قد باع سيارته ليتمكن من تدبير رسوم الدخول البالغ قدرها 2500 دولار أمريكي، إلى جانب 800 دولار لترجمة المستندات ليتمكن من التقدم إلى السفارة البريطانية لتحصيل التأشيرة منها.
وقد أفاد جميع من تحدثت إليهم صحيفة خرونو في العراق بأنهم قد دفعوا مئات الدولارات لترجمة المستندات والتقدم لتحصيل التأشيرات من السفارة البريطانية.
وقد اطلعت صحيفة خرونو على رفض السفارة منح التأشيرة لأحمد. إذ أفادت السفارة كتابةً بأنها قد تحققت من المنظمة التابعة للسيد «جاف»، ولكنها لم تعثر على أي شيء يشير إلى أن تلك المنظمة معتمدة بصفتها مؤسسة للتعليم أو التدريب، وأفادت بأن التواصل ما بين المنظمة وأحمد لا يكفي لمنحه تأشيرة عمل في المملكة المتحدة وأنه لا يمكنه الحصول على تأشيرة لزيارتها.
«2500 دولار مبلغ كبير بالنسبة لي. فلم أحصل عندما بعت سيارتي إلا على نصف ما أحتاجه للوفاء بهذا المبلغ. إذ كنت، في ذلك الوقت، ناشطًا في مجال حقوق الإنسان، وكنت طالبًا في إحدى أكاديميات الفنون. وقد أردت أن ألتحق بتلك الدورة لأتمكن من نفع الناس من حولي ومجتمعي»، هكذا قال أحمد في مكالمة هاتفية أجرتها معه صحيفة خرونو.
وقد اتصل أحمد وآخرون غيره مِمَّن اشتركوا في الدورة بعائلة ملكة الحداد، التي طلبت اللجوء إلى إنجلترا، والتي صدَّقت على تلك الدورة. وهكذا استعاد أحمد نصف المبلغ الذي دفعه.
«أظن أن ذلك لم يكن إلا سرقة. ويجب معاقبتهم على ذلك»، أضاف أحمد.
الدفع إلى الوسيط
أما محمد، وهو مشارك آخر، فقال لصحيفة خرونو إنه قد اتصل بشريك أيهان جاف في لندن، واسمه ياسر عبد الفتاح، عدة مرات بعد عدم انعقاد الدورة واختفاء الأموال. ولكنه، وفق قوله، قد حُظِر لاحقًا من الاتصال بياسر عبد الفتاح مرة أخرى.
ولكن ياسر عبد الفتاح ينفي أن يكون قد حظر أي أحد من الاتصال به، ويقول إنه كان باستطاعة أي أحد أن يحصل على بيانات الاتصال به إذا لم تكن لديه الرغبة في خوض التدريب. أما نور، وهي مشاركة أخرى في تلك
الدورة، فتقول إنها قد خسرت 3500 دولار بعد أن دفعت الرسوم إلى أيهان جاف، بالإضافة على مبلغ قدره 1000 دولار طُلِب منها دفعه إلى وسيط.
وكان إيصال الدفع مختومًا بشعارات المنظمات التابعة للسيد «جاف».
منظمة محلية عربية تُجرِي تحقيقًا في الموضوع
بعد أن اتصلت ملكة الحداد ب وياسرعبد الفتاح عدة مرات، بدأت إحدى المنظمات المحلية؛ وهي منظمة المنتدى الثقافي العربي (Arabic Cultural Forum) في إنجلترا «تحقيقًا» في هذه القضية.
وقد خلص التحقيق، في نهاية المطاف، إلى أن ياسر عبد الفتاح هو مَنْ حصل على الأموال من السيد «جاف».وهذا ما أكده أيضًا ياسر عبد الفتاح
وخلاصة القول إن المال قد ضاع على أي حال.
وشدد المنتدى الثقافي العربي في نتائجه على أنه ليس من الضروري إبلاغ الشرطة بما حدث. وكان من بين الذين أجروا هذا التحقيق رجل يدعى رمضان بنزير.
أصبح رمضان بنزر فيما بعد عضوًا في مجلس إدارة منظمة Aihan Jaf AECHRIL. في وقت لاحق ، زار جاف المنتدى الثقافي العربي مرة أخرى ومنح شخصية مركزية في المنظمة دبلوم.
إبلاغ الشرطة
قالت ملكة الحداد لصحيفة خرونو إنها لم تتمكن إلا من استعادة بضع مئات من الدولارات لصالح أحد الناشطين في العراق. وبذلك، ذهبت الآلاف المُؤلَّفة أدراج الرياح.
ثم حظرها كل من أيهان جاف وياسر عبد الفتاح من الاتصال بهما، وامتنعا عن الرد على استفساراتها، وفق ما أفادت به.
غير أنها قد خالفت، في نهاية الأمر، رغبة المنتدى العربي في عدم إبلاغ الشرطة بما حصل. وفي شهر مايو (أيار) عام 2015، جاء أحد ضباط الشرطة إلى منزل ملكة الحداد ليُدوِّن البلاغ الذي رغبت في التقدم به.
وفي شهر فبراير (شباط) من العام الجاري، رافقت صحيفة خرونو ملكة الحداد عند زيارتها لمركز الشرطة في مدينة ليستر. لكن لم يُعثَر على ملف القضية هنالك. وبعد محاولات متكررة مع الشرطة في ليستر، ذكر الشرطي الذي زار ملكة الحداد، من قسم الاتصالات لدى شرطة ليستر، أنه قد أُرسِل إليها نيابة عن شرطة العاصمة (Metropolitan Police) في لندن.
ولم تتمكن الشرطة في لندن، كذلك، من العثور على ملف القضية، وكذا كانت الحال مع وحدات الشرطة الأخرى في المملكة المتحدة، ومنها الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة (National Crime Agency) والمركز الوطني للإبلاغ عن وقائع الاحتيال (Action Fraud) في لندن.
«هذا جرح لكرامتي. فَهُم يقترفون جُرمًا. ولن تقر لي عينٌ حتى أراهم ماثلين بين يدي العدالة»، تقول ملكة الحداد.
لم يكن ذلك خطأنا
أما ياسر عبد الفتاح، الذي عمل مع أيهان جاف، فقد أخبر صحيفة خرونو بأنه لم يكن خطأه أن أولئك النشطاء، الذين دفعوا مقابل التدريب، لم يحصلوا على تأشيرات من السلطات البريطانية.
ويقول إنه قد تلقى المال من أيهان جاف، وإن كان من غير الممكن أن يتوقع أحد بكل بساطة أن يسترد مالاً قد دفعه إلى أحد آخر.
فـ «هذا عمل»، وفق ما يقول ياسر عبد الفتاح الذي ينفي أن يكون ذلك نوعًا من السرقة.
هذا عمل. ولا يمكنك أن تتوقع أن تسترد مالاً قد دفعته إلى أي أحد. فقد أنشأتُ شركة جديدة، وأنفقتُ المال على الدورات التي كان من المزمع عقدها.
ياسر عبدالفتاح
«لقد أخبرنا عددًا منهم بأنه من الممكن لنا أن نعقد الدورات في مكان آخر في وقت لاحق. وما زلت على استعداد، إلى يومنا هذا، لأن أعقد لهم دورة تدريبية مجانًا في أي مكان، سواء أكان في لندن أم في الشرق الأوسط. وقد مُنِحوا الخيار، ولكنهم رفضوه»، يقول ياسر عبد الفتاح.
المُراسِل: ألم يحظوا أبدًا بفرصة لاسترداد أموالهم بالكامل؟
- لقد استرد ثلاثة منهم أموالهم بالكامل. كذلك، استرد كثير منهم في بغداد نصف أموالهم. لكن كانت لديَّ نفقات، وكانت تلك هي الدورة الأولى التي كنت سأجريها بعد قدومي من المملكة العربية السعودية. ولم يكن لديَّ مال في ذلك الوقت.
المُراسِل: يقول عدد من الناشطين العراقيين إنهم اتصلوا بك وبأيهان جاف، لكن اتصالاتهم حُظِرت. فهل هذا صحيح؟
«لا؛ فأنا لا أحظر أي أحد على هاتفي. وما عليك إلا أن تُعطيني رقمًا أو اسمًا، وسيكون لهم الخيار فيما إن كانت لديهم الرغبة في الدورة التدريبية أم غير ذلك»، بهذا أجاب ياسر عبد الفتاح.
في رسائل البريد الإلكتروني المرسلة بين ملكا الحداد وياسر عبد الفتاح في مايو 2014 ، ادعى عبد الفتاح ما قاله أيضًا في هذه المقابلة: عدم حصول النشطاء على تأشيرات دخول أمر خارج عن إرادته. كما يدعي أنه إذا سدد المبلغ بالكامل ، فسيخسر آلاف الدولارات.
ويشير ياسر عبد الفتاح إلى أن سنوات عدة قد مضت على موعد بدء الدورة وتحويل الأموال. وهو، من ثم، لا يتذكر المبلغ الإجمالي الذي دُفِع إلى السيد «جاف» أو إليه هو نفسه.
«لم يكن خطأنا أن السلطات البريطانية لم تمنح المشاركين من العراق تأشيرات الدخول»، وفق قوله.
ولم تتمكن صحيفة خرونو من إقناع السفارة البريطانية في العراق بالتحدث بخصوص هذه المسألة.
«أكاديمية» جديدة تُقدِّم دورات باهظة الثمن
تولى ياسر عبد الفتاح، في المدة الأخيرة، تقديم دورات تدريبية عن طريق شركته المعروفة باسم أكاديمية كامبريدج في لندن (Cambridge Academy in London)؛ وهي الأكاديمية التي يُقدِّم عن طريقها مجموعة متنوعة من الدورات. وقد أعلن، على موقعه الإلكتروني الخاص، عن دورات تدريبية في إدارة المستشفيات، وذلك ضمن دورات أخرى.
غالبًا ما تستمر الدورات المقدمة على الموقع لعدة أيام وتكلف الآلاف.
وكان آخر إعلان من الأكاديمية بتاريخ 18 فبراير (شباط) من العام الجاري، وكان بشأن دورة تدريبية بعنوان إدارة المحافظ (Portfolio Management)، وحُدِّد موعد إجرائها ما بين يومي 10 و21 أغسطس (آب). وكان ثمن الدورة 5400 جنيه إسترليني؛ أي ما يُعادِل 65000 كرونة نرويجية.
ويُقدِّم ياسر عبد الفتاح نفسه، أو ألن لي (Alan Lee) كما يُسمِّي نفسه هذه الأيام، بلقب «دكتور»: «دكتور ألن لي» (Dr. Alan Lee).
وقد ظهر عدة مرات، في عامي 2017 و2018، على شاشة قناة الغد التلفزيونية؛ وهي قناة عربية تبث من القاهرة. وزُعِم أنه خبير من لندن وأنه يُمثِّل منظمة أخرى تابعة له؛ وهي المركز الدولي للدراسات الإنسانية (International Center for Human Studies). وقد كانت له، على شاشة التلفزيون، تعليقاته النقدية بشأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومخيمات اللاجئين في ليبيا، وكيف أدت سياسة المحافظين في بريطانيا إلى الفقر.
وحين سُئِل عن المكان الذي درس فيه ونال منه درجة الدكتوراه، أجاب بأنه فرع جامعة فان (Van University) الهولندية في مصر.
«نلت شهادات كثيرة كمدرب دولي، وحصلت على درجة الدكتوراه في الموارد البشرية»، هكذا قال.
وقد توجهت صحيفة خرونو إلى السلطات الهولندية بالسؤال عن صحة وجود «جامعة فان» في هولندا، وكانت الإجابة:
«لا توجد في هولندا جامعة بهذا الاسم»، وفق ما أفادنا به كتابةً السيد ميخيل هندريكس (Michiel Hendrikx)، المتحدث باسم السيدة إنغريد فان إنجلزهوفن (Ingrid van Engleshoven)، وزيرة التعليم والبحث والثقافة في هولندا.
وقد أرسلت صحيفة خرونو إلى ياسر عبد الفتاح رابطًا لصفحة على موقع فيسبوك يخص كيانًا يزعم أنه جامعة باسم مشابه؛ وهي الصفحة التي حُذِفت بعد ذلك بوقت وجيز، وإذا به يرد بثلاث رسائل صوتية على تطبيق واتساب (WhatsApp).
وفيها يقول بوضوح إنه سيُقاضينا، في صحيفة خرونو، إذا نشرنا أي شيء له علاقة به من دون إذنه.
Logg inn med en Google-konto, eller ved å opprette en Commento-konto gjennom å trykke på Login under. (Det kan være behov for å oppdatere siden når man logger inn første gang)
Vi modererer debatten i etterkant og alle innlegg må signeres med fullt navn. Se Khronos debattregler her. God debatt!