فإليكم ما كشفته صحيفة خرونو (Khrono)

من هذا المنزل ، يتم تشغيل "جامعة" نرويجية.

في أبريل من عام 2019 وقع "رئيس الجامعة" النرويجي اتفاقية مع أكاديمية تمريض مصرية

في أبريل من العام الماضي ، منح رئيس الجامعة درجات الدكتوراه الفخرية لعدد من الأشخاص في حفل أقيم في أحد فنادق الإمارات العربية المتحدة

الجامعة غير موجودة. من وراءها؟

فإليكم ما كشفته صحيفة خرونو (KHRONO):

الجامعات المُزيَّفة

Publisert Sist oppdatert

OBS! Denne artikkelen er mer enn tre år gammel, og kan inneholde utdatert informasjon.

هذه هي النسخة العربية من نص "جامعات وهمية" . لجميع الصور والأدلة ، انظر النسخة النرويجية أو الإنجليزية.

لطالما كانت السلطات النرويجية تخشى أن يتقدم الطلاب من الخارج إلى الدراسات في النرويج ومعهم شهادات صادرة مِمَّا يُسمَّى بـ «وُرَش الدبلومات»؛ وهي جامعات مُزيَّفة تُصدِر الشهادات في مقابل رسوم محددة.

ولكن ماذا لو كانت وُرَش الدبلومات هذه موجودة، أيضًا، في الفناء الخلفي للسلطات النرويجية؟

استطاعة صحيفة خرونو أن تكشف، اليوم، عن شبكة تمنح شهادات الدكتوراه الفخرية والدبلومات في الشرق الأوسط. وتُصدِر هذه الشهادات جامعاتٌ وهميةٌ؛ وهي جامعات مُسجَّلة يُديرها رجلان يعيشان في النرويج.

وتُمنَح هذه الدبلومات، ضمن أشياء أخرى، في احتفالات فخمة تُقام في فنادق في الإمارات العربية المتحدة.

وتزعم هذه الشبكة، من بين أمور أخرى، أن تلك الشهادات معتمدة من السلطات النرويجية.

فإليكم قصة الجامعات الوهمية.

يعيش أيهان جاف (Aihan Jaf) في هذا المنزل في مدينة لاير الواقعة بين مدينتي أوسلو ودرامِّن (Drammen).

وهذا المهاجر الكردي، البالغ عمره 52 عامًا، سياسي محلي في الحزب الاشتراكي اليساري (Socialist Left Party) في مدينة لاير، وقد تجاوز دخله في الأعوام الأخيرة 200 ألف كرونة نرويجية قليلاً.

ويقول الناس الذين يعرفونه عن قرب إنه لم يُتِمّ من الدراسة إلا سنوات في المرحلة المتوسطة.

ولكن ذلك لم يمنعه من تقديم نفسه بصفته واحدًا من حَمَلة درجة الدكتوراه لسنوات عدة، ليسافر بهذه الصفة إلى عدد من البلدان في الشرق الأوسط، ويعقد المؤتمرات في بعض الفنادق في الإمارات العربية المتحدة.

وقد أسس السيد «جاف» عددًا من المنظمات في النرويج وإنجلترا. وأبرز هذه المنظمات تلك المعروفة باسم المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي (Arab-European Center for Human Rights and International Law).

بل إنه قد أسَّس، أيضًا، المنظمة المعروفة باسم «جامعة أوسلو الدولية للدراسات والبحوث» (Oslo International University for Studies and Research) في عام 2017.

أيهان فتح جاف

  • أيهان فتح جاف: 52 عامًا
  • الجنسية: نرويجي
  • الموطن الأصلي: السليمانية في إقليم كردستان العراق
  • عنوان السكنى: : في مدينة لاير، بين مدينتي درامِّن وأوسلو. ويعمل في الحزب الاشتراكي اليساري بصفته قائد فريق محلي هنالك.
  • وقد أنشأ المنظمات التالية أسماؤها في النرويج: المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي ● المنظمة الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي ● جامعة أوسلو الدولية للدراسات والبحوث.
  • علمت صحيفة خرونو من بعض المصادر أن السيد جاف لم يكمل أي تعليم عالٍ ، رغم أنه يشير إلى نفسه بلقب "د." ايهان جاف.
مصدر الصورة: كريستوف ميريس / معا ضد عقوبة الإعدام (ECPM)

وتُوصَف هذه المنظمة في السجل التجاري النرويجي، في مركز السجل في مدينة برانايسون (Brønnøysund Register Center)، على النحو التالي: «تتولى الجامعة تقييم البحوث والدراسات العلمية المتخصصة في جميع المجالات، وتمنح الباحثين الشهادات التجارية والدكتوراه الفخرية بوصفها جوائز تقديرية لأبحاثهم المتخصصة، وتمنحهم درجة الخبرة».

ويُجرَى إصدار الدبلومات في الشرق الأوسط باسم الجامعة، ويُوعَد الطلبة بتلقي شهادات تعليمية سليمة في أوروبا بموجب مستندات تُقدِّمها الجامعة.

وقد علمت صحيفة خرونو من رئيسة مجموعة الحزب الاشتراكي اليساري في مدينة لاير، السيدة كاثي لي (Kathy Lie)، أنها ترى في السيد «جاف» رجلاً طَيِّعًا يواظب على حضور الاجتماعات باستمرار ويتولى أداء المهمات، ولكنها لم تسمع بأنه حاصل على أي شهادات جامعية.

«لم أسمع عن أي جامعة. أعلم أنه يدير منظمة دولية لحقوق الإنسان، لكنني لا أعرف سوى القليل عن الكيفية التي تعمل بها هذه المنظمة»، وفق تصريحها.

وقد اتصلت صحيفة خرونو بالسيد «جاف» عدة مرات على مدار عدة أشهر، ولكنه لم يُجِب على رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية.

التعاون مع المؤسسات الأكاديمية المصرية

أبريل (نيسان) 2019: يُجرِي رئيس أكاديمية حورس في مصر الإعداد لأحد المؤتمرات الصحفية، وقد زيَّن مكتبه بعلم النرويج وشعار الجامعة النرويجية التي هو بصدد توقيع اتفاق معها؛ فثمة مستقبل عظيم يلوح في أفق الأكاديمية التي تُعلِّم العاملين في المجال الصحي، ضمن تخصصات تعليمية أخرى.

والجامعة النرويجية المقصودة هي تلك التي أنشأها السيد أيهان جاف: «جامعة أوسلو الدولية للدراسات والبحوث»، أو جامعة أوسلو على نحو ما يُشار إليها عادةً.

وكانت وكالة نوكوت (Nokut)؛ وهي الوكالة النرويجية المعنية بضمان جودة التعليم، قد طلبت، يوم 24 يناير (كانون الأول) من العام الجاري، من السيد «جاف» بيانًا لماهية تلك الجامعة. وأكَّدت الوكالة للسيد «جاف» أنه لا يحق لأي مؤسسة أن تُسمِّي نفسها جامعةً إلا تلك المؤسسات المعتمدة فحسب.

غير أن وكالة نوكوت لم تتلقَ بعد ردًّا من السيد «جاف». وبعد أن اتصلت صحيفة خرونو بالسيد «جاف» لأول مرة يوم 28 يناير (كانون الثاني)، حذف المذكور اسم المنظمة والموقع الإلكتروني للجامعة.

وكانت الجامعة، قبل ذلك، تُسوِّق لنفسها بأن لديها 1258 طالبًا دوليًّا و35 «برنامجًا تعليميًّا». كذلك، أعلنت جامعة السيد «جاف» عن عدد كبير من الدورات التدريبية في مقابل رسوم قدرها عدة آلاف كرونة نرويجية.

ويزعم أن باستطاعته جلب الطلبة الموهوبين من مصر

بدأ المؤتمر الصحفي في أكاديمية حورس في مصر، ورئيس الأكاديمية جالس خلف مكتب خشبي كبير، وقد وُضِع علمي النرويج والاتحاد الأوروبي في مكان بارز لا تُخطِئه عين ناظر.

وإلى جانبه يجلس السيد «جاف».

ويظهر في المشهد تناقض كبير بين «جاف» ذي المعيشة المتواضعة في النرويج، وهذا الـ «جاف» الذي يُوقِّع على الاتفاق، بينما يُصوِّره أحد المُصوِّرين الفوتوغرافيين، وتُجرِي معه إحدى القنوات التلفزيونية المصرية لقاءً.

وما بين الرجلين، نرى وثيقة السيد «جاف» التي تحمل شعار رئيس أكاديمية حورس ويُزعَم أنها بروتوكول للتعاون بين الأكاديمية المذكورة وجامعة أوسلو الدولية للبحوث والدراسات. وهو الاتفاق الذي ينفذ بشأن تبادل الخبرات والمعلومات والتدريب العلمي وتبادل الطلبة بين مدينة أوسلو ودمياط؛ هذه المدينة الساحلية التي تُطِلُّ على الساحل الشمالي لمصر حيث تُوجَد الأكاديمية.

وهذا ما تدعيه أكاديمية حورس على صفحتها على موقع فيسبوك. على أن هذا الاتفاق يشمل، أيضًا، أكاديمية رموز الموجودة في الجيزة قرب القاهرة.

بالإضافة إلى ذلك، يُؤكِّد السيد «جاف»، في مقابلة تلفزيونية نُشرت على الصفحة نفسها على موقع فيسبوك، أنه – وفق الاتفاق المُوقَّع – سيُسمَح للطلبة المتفوقين في الأكاديمية بالذهاب إلى النرويج ضمن أحد برامج التبادل.

بل إنه يدعي أن الاتفاق يمنح الطلبة في أكاديمية حورس ميزة كبيرة؛ إذ إنهم سيتمتعون بخبرة أوروبية إلى جانب ما لديهم من الخبرة المصرية. وتزعم الأكاديمية، في تسويقها لنفسها، أن شهاداتها معتمدة في كل من مصر والاتحاد الأوروبي.

ولم يُدْلِ رئيس أكاديمية حورس بأي تعقيب على الاتفاق، سواء أكان بالرد بأنه قد تعرض للخداع أم بأنه كان يعرف أن جامعة أوسلو الدولية هذه ليست جامعة حقيقية. ولكنه اكتفى بالإشارة إلى أنه لا بد لنا من تحصيل موافقة السلطات المصرية لكي يتحدث إلينا؛ وهي الموافقة التي لم تتمكَّن صحيفة خرونو من تحصيلها.

وكانت السفارة المصرية في أوسلو من بين الجهات التي أبلغت السلطات النرويجية عن وجود جامعات مزيفة. فقد أفاد السيد «نور البنا»، من السفارة المصرية، في مقابلة أجرتها معه صحيفة خرونو، هذا الصيف، بأن «أيهان جاف» قد زار السفارة المصرية في الخريف الماضي.

وقد حاول بعد ذلك، وفق ما أفاد به القنصل المصري، الحصول على اعتماد السفارة لإحدى شهادات البكالوريوس في التمريض في مصر.

هل تريد التواصل مع صحفيينا؟

يمكنك إرشاد صحفيي Khrono عبر البريد الإلكتروني والهاتف. يمكن أيضًا استخدام رقم الهاتف في تطبيقات مثل Signal و Whatsapp و Telegram..

Torkjell Trædal, journalist
torkjell@khrono.no
tortra@protonmail.com
91859540(0047)

Mats Arnesen, journalist
mats@khrono.no
95446697(0047)

«مؤسف للغاية»

على بُعْد ساعة ونصف بالسيارة إلى الجهة الغربية من دمياط، تقع مدينة بلطيم، المصيف المعروف، حيث يوجد مقر أكاديمية القمة؛ وهي الأكاديمية التي تُدرِّب العاملين في المجال الصحي، مثلها في ذلك مثل أكاديمية حورس.

وفي خطاب أرسل إلى وزارة التربية والتعليم بتاريخ 9 ديسمبر (كانون الأول) عام 2019، كانت جامعة أوسلو الدولية للدراسات والبحوث موضوع المناقشة. وقد ورد في تلك الخطابات، أيضًا، اسم أكاديمية القمة التي أعلنت في منشور لها على موقع فيسبوك أنها تمنح طلبتها «شهادات من جامعة أوسلو».

غير أن أكاديمية حورس تؤكد، على موقعها الإلكتروني، أن «أكاديمية حورس هي الوكيل الوحيد لجامعة أوسلو النرويجية»؛ وهي الأكاديمية الواقعة في محافظة دمياط شمالي مصر.

أما جامعة أوسلو الحقيقية فتنفي أي معرفة لها بأكاديمية القمة أو أكاديمية حورس أو أي أحد آخر ورد ذكره في هذه المقالة. ويرى رئيس الجامعة، السيد سفاين ستولن (Svein Stølen)، أن المشكلة تكمن في خلط الأسماء بعضها ببعض.

«نحن لا نتعاون مع هذه المؤسسات الأكاديمية. وأرى أنه من المؤسف للغاية أن المنظمات من هذا النوع تُسمِّي نفسها «جامعات»، وهي ليست كذلك. ومن المؤسف للغاية، أيضًا، أن تتخذ هذه المنظمات أسماءً تخلط بها نفسها بجامعة أوسلو»، هكذا يقول رئيس الجامعة الحقيقية.

ويُصرِّح قسم الاتصالات في وكالة نوكوت، بأنه لم يتلقَ من الطلبة أي طلبات تحتوي على الاعتماد المزعوم من النرويج أو جامعة أوسلو الدولية للدراسات والبحوث.

محاميان مصريان تغريهما الشهادات ودرجات الدكتوراه الفخرية المعتمدة من السلطات النرويجية

لم يُمثِّل السيد «أيهان جاف» جامعته المزيفة في أوسلو بنفسه عند التوقيع على الاتفاق مع الأكاديمية المصرية. ففي بعض الصور الملتقطة في حف التوقيع، يظهر السيد «جاف» ورئيس الأكاديمية المصرية المذكورة وبجانبهما رجلان آخران.

إنهما المحاميان أحمد غازي ومحمود شعبان؛ وهما شخصان محوريان في شبكة السيد «جاف». ففي مناسبات عدة، مثَّل السيدان غازي وشعبان المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي؛ وهو إحدى منظمات حقوق الإنسان التي أنشأها السيد «جاف»، وكذلك جامعة أوسلو الدولية للدراسات والبحوث؛ تلك الجامعة المزيفة التي أنشأها «جاف» أيضًا.

وقد نشر شعبان عددًا من الصور التي تجمعه بالمحامي غازي وأيهان جاف على موقع فيسبوك، ومن خلفهم علم النرويج، وقد حضر كل منهم الاجتماعات في معية صاحبيه ورافقهما في الأسفار. بل إن شعبان يُشير إلى صاحبيه، غازي وجاف، بوصفهما من أصدقائه ومن حَمَلة شهادات الدكتوراه أيضًا.

وقد أُغرِي شعبان عدة مرات بفرصة الحصول على شهادة أو دكتوراه من الجامعة النرويجية المزعومة في العام الماضي.

وبتاريخ 9 مايو (أيار) من العام الماضي، نشر شعبان، الذي يُشار إليه بلقب نائب رئيس الجامعة، ضمن مجموعة أخرى من الألقاب، منشورًا على موقع إنستغرام (Instagram).

وقد كتب فيه أنه بالإمكان أن يُرسِل إليه أي أحد الدراسات والأبحاث باللغة النرويجية أو الإنجليزية أو العربية لتقييمها، بالإضافة إلى السيرة الذاتية وبيان موجز بالمؤهلات ونسخة من جواز السفر وصورة للملف الشخصي.

فما الفرص المعروضة؟

• يمكن للباحث أن يُسجِّل وأن يُقدِّم أبحاثه في مقابل 100 دولار أمريكي. فإذا نجح الباحث، فإن بإمكانه الحصول على الدكتوراه الفخرية من جامعة أوسلو الدولية للدراسات والبحوث، مع اعتمادها من الجامعة في مقابل رسوم الإصدار والاعتماد.

• يمكن للباحث، بعد ذلك، أن يطلب شهادة معتمدة من وزارتي العدل والخارجية في النرويج ومن سفارة بلده الأصلي (إذا كان لبلده سفارة في النرويج) في مقابل رسوم إضافية يدفعها.

• ويمكن للباحث، الذي بات الآن من حَمَلة لقب «دكتور»، أن يتقدَّم للحصول على شهادة سنوية من الجامعة باللغة النرويجية أو الإنجليزية أو العربية (أو باللغات الثلاثة جميعها) بما يُثبِت أنه حاصل على درجة الدكتوراه من الجامعة؛ وذلك في مقابل رسوم إضافية يدفعها لاستصدار الشهادة.

• ويمكن للباحث، كذلك، أن يتقدَّم بطلب للحصول على بطاقة عضوية سنوية من الجامعة؛ وذلك في مقابل رسوم إضافية.

• وأخيرًا، يمكن لأي باحث مِمَّن حصلوا على درجة الدكتوراه الفخرية، أو أي شهادة أخرى، من الجامعة، أن يحضر مؤتمرًا دوليًّا يُمنَح فيه الشهادة، أو الشهادة والميدالية، ويُجرَى فيه تكريمه وسط تغطية إعلامية واهتمام دولي؛ وذلك في مقابل رسوم محددة.

أما عدد الذين دفعوا للحصول على شهادات من جامعة السيد «جاف»، فهو أمر غير محدد على وجه الدقة. لكن ليس «أيهان جاف» الفرد الوحيد الذي يساعده المحاميان المصريان في النرويج.

ظهور جامعة جديدة

تؤكد السفارة المصرية، كما ذكرنا سابقًا، أن «أيهان جاف» قد زارها في محاولة منه لاعتماد شهاداته وختمها.

ولكن لم تكن جامعة السيد «جاف» هي موضع السؤال في أحد الخطابات التي تلقتها السلطات النرويجية من السفارة المصرية في أوسلو بتاريخ 18 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، وهو الخطاب الذي كانت السفارة تستعلم فيه عن صلاحية الأختام والتوقيعات التي كانت المحاكم النرويجية ووزارة الخارجية قد ختمت بها شهادات صادرة من إحدى الجامعات المزيفة في أوسلو.

لقد كانت جامعة جديدة لم يُسمَع بها من قبل؛ جامعة استأثرت بتساؤلات المصريين؛ ألا وهي «جامعة باي ريدج للدراسات والبحوث الإنسانية» (Bay Ridge University for Studies and Research).

أما الرجل المسؤول عن هذه الجامعة فهو طارق إبراهيم أتى في الأصل من مصر، واكتسب الجنسية النرويجية،. ولكن حين يقرن اسمه بالمنظمات التي أنشأها أو باسم جامعته المزيفة، فإنه يُشير إلى نفسه باسم «د. طارق عناني».

ووفق الوصف الوارد في مركز السجل في مدينة برانايسون (Brønnøysund Register Center)، فإن جامعة باي ريدج التي أنشأها إبراهيم سُجِّلت لأول مرة في عنوان خاص في غرفسنكولن (Grefsenkollen) في أوسلو، ولكن هذا العنوان المُسجَّل قد غُيِّر لاحقًا ليصبح في مكتب استأجره إبراهيم في ضاحية برين (Bryn) في أوسلو.

وقد استأجر إبراهيم هذا المكتب بدءًا من ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. وفي مطلع العام الجاري، نشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر فيه افتتاح مكاتبه الجديدة.

ونسجًا على المنوال نفسه الذي اتبعه أيهان جاف في إنشاء منظماته، استخدم إبراهيم عنوان المكتب المذكور نفسه في تأسيس منظمتين لحقوق الإنسان إلى جانب جامعته. وكذلك، يمنح إبراهيم الجوائز باسم منظماته، ويمنح درجة الدكتوراه الفخرية باسم جامعته، أيضًا.

وتُشير عدة مصادر إلى طارق إبراهيم بوصفه دكتور طارق عناني؛ وهكذا يُشير هو إلى نفسه، وإن كان يُقِرُّ بنفسه بأنه لم يحصل على درجة الدكتوراه. لكنه قد حصل، وفق تقديراته الخاصة، عدد من درجات الدكتوراه الفخرية يتراوح ما بين عشر إلى خمس عشرة درجة؛ وهو نوع الدكتوراه الذي يمنحه للآخرين.

وقد سجَّل كل من إبراهيم وجاف منظماتهما بوصفها منظمات تطوعية؛ وهو نوع من المنظمات التي لا تخضع لإجراءات المحاسبة العامة في النرويج. ولم تتمكن صحيفة خرونو، بالتالي، من تتبع الشؤون المالية لتلك المنظمات.

غير أن طارق إبراهيم قد استعان بجهات الاتصال نفسها التي استخدمها أيهان جاف في مصر.

ذلك أن المحاميين المصريين، غازي وشعبان، يُمثِّلان أيضًا منظمات حقوق الإنسان والجامعة المزيفة التي أنشأها إبراهيم. فنرى شعار جامعة إبراهيم مكان شعار جامعة السيد «جاف» على أحد الجدران في مكان يبدو أنه مكتب المحامي شعبان.

في حين أن Aihan Jaf لم تستجب لأي من طلبات Khronos العديدة لإجراء مقابلة ، التقى طارق إبراهيم مع صحفيي Khronos مع مترجم. يقول إنه لا يريد أن يُعرف اسمه ، لكنه يقول أيضًا إنه يرغب في شرح روايته للأحداث.

يقول طارق إبراهيم لخرونو إنه لا يعرف إلا القليل عن غازي وشعبان ، لكنه التقى بهما عبر أيهان جاف ودعاهما لاحقًا إلى حفل توزيع الجوائز في الإمارات العربية المتحدة. يقول إنه لم يرغب في التواصل أكثر مع غازي وشعبان بعد 2018 ، ولم يتحدث إليهما منذ ذلك الحين.

ويقول إبراهيم إنه قد أسَّس منظماته الحقوقية وجامعته ليُساعِد مَنْ يحتاجون إلى المساعدة. فهو، وفق قوله، يُشكِّل حلقة وصل بين مَنْ يحتاجون إلى المساعدة ومَنْ بإمكانهم تقديم المساعدة؛ ويقول، كذلك، إنه من الممكن تكريم هؤلاء الذين يُقدِّمون المساعدة بمنحهم الجوائز من منظماته بعد ذلك. وليست له في كل ذلك أي مصلحة يكسبها، وفق قوله.

وتعرض صفحات منظمات إبراهيم على موقع فيسبوك، بوضوح، صورًا تُظهِر شعار منظمته على عبوات المساعدات الغذائية العاجلة ومعدات الطوارئ. بل إن إبراهيم نفسه يدعي أنه قد أنشأ ثلاثة آبار للمياه في دولة بنين في إفريقيا.

ويقول، أيضًا، إنه قد أكَّد بنفسه في خطاباته إلى السفارات، وعلى صفحاته الخاصة على موقع فيسبوك، أن كلاً من جامعته وجامعة السيد «جاف» المزيفة ليستا جامعتين حقيقيتين.

لكن الأمور قد تكشَّفت بأنه من الممكن، في بلدان أخرى، شراء الشهادات من جامعة باي ريدج التابعة لإبراهيم.

دورات في العراق، وخدمات تعليمية على تطبيق زووم، ودرجات ماجستير في ليبيا

بالإضافة إلى منظمتيه الحقوقيتين وجامعته المزيفة، سجَّل طارق إبراهيم أيضًا منظمة ثالثة في النرويج عام 2018. وهذا ما تُظهِره مقاطع الفيديو والصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي من المكاتب التي استأجرها إبراهيم في مقابل إيجار شهري تبلغ قيمته نحو 300 دولار أمريكي.

وقد غيَّرت هذه المنظمة الثالثة اسمها في النرويج، وإن بقيت محتفظةً بهذا الاسم وبشعارها الأول في إنجلترا. وتعرض هذه المنظمة، فيما يبدو، عددًا من الدورات في بلدان كثيرة، وذلك تحت مُسمَّى الهيئة النرويجية (Norwegian Board).

ففي إقليم كردستان العراق، نجد رجلاً اسمه جهاد أرتيسي (Gihad Artisi) يدير فرعًا للمنظمة هنالك، حيث تُوزَّع الدبلومات والشهادات. وكان أرتيسي، في السابق، يُقدِّم دورات باسم منظمة أخرى سجَّلها أيهان جاف في المملكة المتحدة.

ووفق ما أفاد به أولئك الذين حضروا دورات أرتيسي، فإن تكلفة الدورة التدريبية الواحدة تبلغ قيمتها 150 دولارًا أمريكيًّا، في حين تُشير الشهادات التي مُنِحت لهم بأنها صادرة في النرويج.

غير أن أرتيسي يقول، في رسالة منه على تطبيق واتساب (WhatsApp)، إنه لا يعرف طارق إبراهيم أو أيهان جاف شخصيًّا، وإنه لا يعرف أيضًا إن كان هؤلاء الاثنان يبيعان الدبلومات أم لا؛ ويقول، كذلك، إن الدورة التي يُقدِّمها لا علاقة لها بالجامعتين المزيفتين التابعتين لهما. لكنه لم يُجِب على الأسئلة بشأن السبب في أن إعلانات دوراته تحتوي على علم النرويج، وعناوين وأرقام هواتف في النرويج.

كذلك، يقول طارق إبراهيم إنه لا يعرف أرتيسي، وإنه لا يعلم شيئًا بشأن إساءة استخدام اسم منظمته. غير أنه يقول، أيضًا، إن تلك الدورات والتدريبات – التي لا يُجرَى فيها التظاهر بأنها شيء من التعليم الجامعي – من بين الأشياء التي يُصدِر هو نفسه شهادات بها. ويقول إنه يرغب بذلك في منح غير المتعلمين دليلاً يُثبِت قدرتهم على إنجاز ما يستطيعون فعله.

أما الصفحة العربية المعروضة باسم غوديغري (GoDegree) على موقع فيسبوك، بعنوانها ورقم هاتفها الكائنين في القاهرة في مصر، فتعرض باستمرار إعلانات عن جامعة باي ريدج التابعة لطارق إبراهيم.

وبعد بدء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، نشرت صفحة غوديغري (GoDegree) إعلانًا تعرض فيه سبع محاضرات على خدمة التواصل بالفيديو زووم (Zoom). وستُمنَح في مقابل هذه المحاضرات، وفق ذلك الإعلان، دبلومة دولية في علم النفس التنظيمي، وهي دبلومة معتمدة من جامعة باي ريدج النرويجية، ويُمكِن معادلتها فيما بعد بدرجة الماجستير أو الدكتوراه.

وقد تلقى هذا الإعلان 8000 إعجاب، وكان رقم الهاتف المشار إليه في الإعلان رقمًا ليبيًّا.

فمكتب غوديغري (GoDegree) في ليبيا مكان آخر يمكنك أن تقصده إذا كنت ترغب في الحصول على إحدى الشهادات أو درجات الماجستير أو الدكتوراه التي تصدرها جامعة باي ريدج. والتكلفة 450 دولارًا أمريكيًّا، أو 850 دولارًا أمريكيًّا، أو 950 دولارًا أمريكيًّا، على التوالي.

وستُعتمَد هذه الشهادات من وزارتي الخارجية والعدل في النرويج ومن مكتب الجامعة في النرويج، وفق ما يزعم الإعلان.

ويُنكِر طارق إبراهيم أي معرفة له بصفحة غوديغري (GoDegree)، ويقول إنه ليس بإمكانه أن يرد على ما تكتبه تلك الصفحات على موقع فيسبوك أو المواقع الإلكترونية الأخرى، أو على سبب ذكرها اسم جامعته: جامعة باي ريدج للدراسات والبحوث.

«لقد كتبت على صفحتي على موقع فيسبوك أنه ستُجرَى مقاضاة جميع أولئك الذين أساءوا استخدام اسم جامعتي. ولا معرفة لي بأيٍّ أحد منهم»، هكذا يقول طارق إبراهيم.

بل إنه يقول، أيضًا، إنه لم يتحصل أبدًا على أي أموال من منحه هذه الشهادات أو درجات الدكتوراه الفخرية.

للبيع في مقابل 1000 دولار أمريكي

حُذِفت صفحات جامعة باي ريدج للدراسات والبحوث من موقع فيسبوك، بعد ما اتصلت صحيفة خرونو بطارق إبراهيم في شهر يونيو (حزيران)؛ وذلك بدعوى خوفه – وفق قوله – من أن تجلب عليه هذه الصفحات المشكلات.

لكن صحيفة خرونو استطاعت أن تتواصل مع أحد العراقيين عن طريق رقم منشور على إحدى صفحات فيسبوك التي تُعلِن لما يبدو أنه فرع الجامعة المزيفة في العراق؛ وهي الصفحة المسماة بـ «جامعة باي ريدج للدراسات والبحوث في البصرة بالعراق» (Bay Ridge University for Studies & Research in Iraq Basra).

وقد نشرت هذه الصفحة على فيسبوك عددًا من الإعلانات والصور عن حفلات منح الشهادات ودرجات الدكتوراه الفخرية التي تصدرها جامعة باي ريدج في النرويج. وقد صرَّح ذلك الرجل، الذي تواصلنا معه، بأنه من الممكن شراء أي شهادة من جامعة باي ريدج:

- مرحبًا. هل ما زال ممكنًا الحصول على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة باي ريدج في النرويج؟

- مرحبًا. نعم.

- جيد. رأيتُ الإعلان على موقع فيسبوك. فما المطلوب لتحصيل تلك الشهادة من الجامعة؟

- أرسل لنا بشهادة تخرجك، ونسخة من جواز سفرك، وصورتين شخصيتين. وكذلك، رسوم استصدار الشهادة.

- أفهم ما تعنيه. ولكن ما قيمة الرسوم المطلوبة لاستصدار الشهادة؟

- 1000 دولار أمريكي.

- هل تصدر هذه الشهادة من النرويج؟

- نعم؛ بالتأكيد. فستستلم الشهادة مُوقَّعةً من مملكة النرويج والاتحاد الأوروبي ورئيس الجامعة.

ويُنكِر طارق إبراهيم، أيضًا، أي معرفة له بهذه الصفحة على موقع فيسبوك، وينفي معرفته بجهة الاتصال التي تبيع الشهادات الصادرة من جامعته للناس في العراق.

وقد عُطِّلت هذه الصفحة على فيسبوك بعد أن طرحت صحيفة خرونو الأسئلة بشأنها على السيد إبراهيم.

وهكذا ينتهي المطاف بالخاتم الرسمي للنرويج مطبوعًا على تلك الشهادات

في أثناء التحقيق بشأن «شبكة الجامعات» التي أنشأها أيهان جاف وطارق إبراهيم، عثر صحفيو صحيفة خرونو على عدد من شهادات الدبلومات ودرجات الدكتوراه الفخرية التي تحمل التوقيعات والأختام من إحدى المحاكم الجزئية النرويجية وكذلك من وزارة الخارجية في النرويج. فشهادات الدبلومات الصادرة من جامعة باي ريدج تحمل أختامًا نرويجية رسمية من محكمة أَسْكِر وباروم الجزئية (Asker and Baerum District Court) ووزارة الخارجية النرويجية.

وقد حُصِّلت هذه الأختام والتوقيعات عن طريق إجراءات التوثيق من تلك المحكمة الجزئية وإجراءات التصديق من وزارة الخارجية النرويجية؛ وهي الإجراءات التي لا تؤكد أي شيء سوى صحة توقيع الشخص الذي وقَّع على تلك المستندات.

لكن ذلك يعني، أيضًا، أن الخاتم الرسمي للنرويج قد طُبِع على شهادات تلك الدبلومات ودرجات الدكتوراه الفخرية التي ينتهي بها المطاف بيعًا إلى مَن يستطيعون شراءها في الشرق الأوسط؛ وهو ما كان للسفارة المصرية في أوسلو ردة فعل تجاهه.

«لا تؤكد أختام المحكمة الجزئية هذه شيئًا سوى أن الوثيقة المعنية قد وُقِّعت في حضور أحد موظفي المحكمة. وليس في ذلك أي تأكيد بأن السلطات النرويجية تعتمد محتويات تلك الوثيقة»، هكذا تقول إينا فريتهايم (Ina Fretheim)، مديرة دائرة الإدارة في محكمة أَسْكِر وباروم الجزئية.

وتكتب السيدة فريتهايم، مستطردةً، إنه «من المؤسف بوجه عام استخدام إجراءات التوثيق العدلية في غير موضعها على نحو يُخرِجها إلى مقاصد أكبر مِمَّا يُقصَد بها أصلاً. ولكن لم يردنا أي بلاغ سابق بإساءة استخدام إجراءاتنا التوثيق العدلية هذه. أما التوصيف الجنائي لهذه المسألة فالمرجع فيه في المقام الأول إلى الشرطة التي تُختَّص بتقييم تلك المسائل».

أما طارق إبراهيم، فقد أخبر صحيفة خرونو أنه قد حصل على تلك التوقيعات والأختام على الدبلومات والشهادات لصالح أولئك الذين كانت لديهم الرغبة في أن تكون المستندات الصادرة من منظماته أكثر «رسمية»، وإن كان يُنكِر كسبه أي مال من ذلك، وينفي كذلك أي ادعاء منه بأن تكون تلك المستندات معتمدة من السلطات النرويجية.

الاحتفالات في دولة الإمارات العربية المتحدة

في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، نظَّم المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، التابع للسيد أيهان جاف، مؤتمرًا في أحد الفنادق في إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد ظهر فيه عدد من الشخصيات والقادة من ذوي المستوى الرفيع في تلك المنظمة وقد جلسوا في إحدى القاعات الفخمة الكبيرة، وعلى رأسهم أيهان جاف.

وقد تضمن رعاة المؤتمر، وفق ما أورده الموقع الإلكتروني لتلك المنظمة الحقوقية التابعة للسيد «جاف»، كلاً من جامعة أوسلو الدولية للدراسات والبحوث وغيرها من المنظمات الحقوقية التي أسسها السيد «جاف» وسجَّلها في النرويج، ومنها المنظمة الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

وقد أشاد الحضور وتلك الشخصيات البارزة في شبكة السيد «جاف» بحصول 80 فردًا على عدد من الجوائز. وبينما كانت أعلام النرويج والأمم المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة في خلفية الحدث، كُرِّم 20 فردًا من الإمارات بوصفهم رواد الأعمال الإنسانية، ومُنِح كل منهم لقب «سفير النيات الحسنة والسلام»؛ وهو اللقب الذي منحته تلك المنظمة كجائزة لعدد لا حصر له من الناس.

وفي الوقت نفسه، تلقى 26 فردًا درجات الدكتوراه الفخرية من جامعة أوسلو الدولية للدراسات والبحوث.

لطالما ظلت تلك المنظمة تمنح درجات الدكتوراه الفخرية تلك. وكان من بين أولئك الذين مُنِحوا هذه الجائزة جنار نامق حسن (Chnar Namq Hasan)؛ وهي مُحاضِرة كردية تعمل في جامعة صلاح الدين في إربيل الواقعة شمالي العراق.

وتُدرِّس جنار حسن في مجال الدراسات الإعلامية في تلك الجامعة. وقد أخبرت صحيفة خرونو، عن طريق مساعدها بصفته مترجمًا فوريًّا، بأنها تلقت درجة الدكتوراه الفخرية تلك بعد أن سلمت أحد أبحاثها إلى امرأة بعينها في مؤتمر أُقيم عام 2015.

«لم يكن لي معرفة بها؛ فقد كان ذلك مؤتمرًا كبيرًا، وكنت الوحيدة التي حضرته من الإقليم الذي أسكن فيه. وقد استلمت مني أحد أبحاثي، لأتلقى بعدها درجة الدكتوراه الفخرية عن هذا البحث»، هكذا قالت جنار نامق حسن.

المُراسِل: «إذًا، أعطيت البحث إلى أحد الأفراد، وأُجرِي تقييمه، ومُنِحتِ درجة الدكتوراه الفخرية عنه بعد ذلك؟ فهل كانت تلك المرأة تعمل في جامعة أوسلو؟»

«نعم، ذلك صحيح. لكنني لا أعرف هل كانت تلك المرأة تعمل لصالح جامعة أوسلو الدولية للدراسات والبحوث. لم تكن معرفة ذلك أمرًا مُهِمًّا حتى؛ فقد كان موضوع البحث عن إبادة الأكراد، وكنت أرغب في نشره على أوسع نطاق ممكن»، بهذا أجابت جنار حسن.

المُراسِل: «فَمَنْ الذي أعطاكِ تلك الشهادة، إذًا؟»

«ممثلون عن الجامعة أتوا إلى إربيل. لست أعرفهم. ولا أعرف أولئك الذين مُنِحوا درجة الدكتوراه الفخرية غيري»، أجابت جنار حسن.

ويبقى من غير المؤكد هل كانت السيدة التي تُحاضِر في مجال الدراسات الإعلامية تقول الحقيقة أم غير ذلك. ولكنها، وفق ما تُفيد به منظمة حقوق الإنسان التابعة للسيد «جاف»، تشغل أحد المناصب في «الأمانة العامة» للمنظمة. وقد نال أفراد آخرون يعملون في إدارة تلك المنظمة، أيضًا، درجات الدكتوراه الفخرية.

كما أقامت منظمة إبراهيم لحقوق الإنسان ، المنظمة النرويجية الدولية للعدالة والسلام ، احتفالات توزيع الجوائز والدبلومات ، في فندق منتجع راديسون بلو في الشارقة في الإمارات العربية المتحدة.

في أكتوبر 2019 ، تجمع 75 شخصًا في قاعة الحفلات بالفندق. حصلت سيدة تصفها المواقع العربية بأنها أميرة سعودية على دبلوم لعملها من أجل السلام وحقوق الإنسان ، بالإضافة إلى الدكتوراه الفخرية. وبحسب موقع إخباري آخر ، منحت الأميرة الدبلومات لأن عملها يتوافق مع برنامج التحول الوطني السعودي ـ السعودي «رؤية 2030».

طارق إبراهيم يعدل الانطباع بمنح أميرة سعودية ، رغم أن لقب الأميرة مطبوع على الشهادات التي منحها لها ، بالقول إن المرأة مصرية ومتزوجة فقط من أمير سعودي. يقدر إبراهيم أنه منح ما بين 30 و 40 درجة دكتوراه فخرية في الشارقة.

ومن بين أولئك الذين حصلوا على الدكتوراه الفخرية تلك المرأة التي تستلم شهادتها من طارق إبراهيم في الصورة أعلاه. وكما هو مبين في الوثيقة، فإن تلك المرأة قد حصلت على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة باي ريدج للدراسات والبحوث.

بل إنها نالت كذلك لقب «سفيرة النيات الحسنة» للمنظمة الحقوقية التي أنشأها طارق إبراهيم؛ وهي المنظمة النرويجية الدولية للعدالة والسلام، وتسلمت شهادة تُزيِّنها أعلام النرويج والاتحاد الأوروبي وشعار جامعة باي ريدج، في وثيقة تحمل شعار الأمم المتحدة على أحد وجهيها، والخاتم الرسمي النرويجي إلى جانب خاتم السفارة المصرية في أوسلو على الوجه الآخر.

ومؤخرًا، في يومي 14 و15 فبراير (شباط)، عُقِد منتدى عربي أوروبي جديد للسلام العالمي، تحت رعاية المنظمات التي أنشأها أيهان جاف، حيث كُرِّم عدد من الأفراد بصفتهم سفراء لتلك المنظمة. وقد أُقيم المنتدى في الفندق المعتاد نفسه في إمارة الشارق في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وليس لدينا تأكيد بأن هذا الحفل قد شهد تسليم أي درجات للدكتوراه الفخرية. لكن ذلك الحفل كان برعاية أكاديمية حورس؛ وهي إحدى الأكاديميات الصحية المصرية التي تصطف مع جامعة أوسلو الدولية وأيهان جاف.

هل تريد التواصل مع صحفيينا؟

يمكنك إرشاد صحفيي Khrono عبر البريد الإلكتروني والهاتف. يمكن أيضًا استخدام رقم الهاتف في تطبيقات مثل Signal و Whatsapp و Telegram..

Torkjell Trædal, journalist
torkjell@khrono.no
tortra@protonmail.com
91859540(0047)

Mats Arnesen, journalist
mats@khrono.no
95446697(0047)

شبكات في عدد من الدول العربية

سُجِّلت أولى المنظمات الحقوقية التي أنشأها أيهان جاف في النرويج عام 2006، وتلا ذلك تأسيس منظمته الثانية في النرويج أيضًا عام 2016. وقد استطاع عن طريق هاتين المنظمتين، بمرور الأعوام، تجميع شبكة لا تمتد على طول الشرق الأوسط وعرضه فحسب، بل تمتد أيضًا إلى أمريكا الجنوبية.

ويقول أولئك، الذين عرفوا السيد «جاف» عن قرب منذ قدومه إلى النرويج، منذ 20 عامًا تقريبًا، إنه قد مر بتجارب قاسية قبل وفوده إلى النرويج، ويصفون مشاركته في قضايا حقوق الإنسان بأنها مشاركة صادقة.

أما القوائم التي نُشِرت على المواقع الإلكترونية للمنظمتين التابعتين للسيد «جاف»، فتتضمن أسماء أفراد مِمَّا لا يقل عن 16 بلدًا، ويُعَدُّون جزءًا من الكوادر القيادية في هاتين المنظمتين. وقد ألحق كل من أيهان جاف وطارق إبراهيم بمنظماتهما ممثلين ومتحدثين من دول مثل الكويت والمملكة العربية السعودية.

وفي ربيع عام 2019، شارك أيهان جاف في مؤتمر لمناهضة عقوبة الإعدام عُقِد في بروكسل برعاية الاتحاد الأوروبي والسلطات النرويجية. ومن بين الصور التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، صور له ولناشطين حقوقيين آخرين من النرويج يعملون على مناهضة الاضطهاد في العالم العربي.

وقد تواصلت صحيفة خرونو مع بعض هؤلاء الناشطين، وقد أفادوا بأنهم لا يتذكرون السيد «جاف»، ولم يسمعوا بشأنه قبل المؤتمر أو بعده.

وبعد انقضاء ذلك المؤتمر المناهض لعقوبة الإعدام، عيَّن السيد «جاف» ممثلاً لمنظمته في شبه الجزيرة العربية حيث تُطبِّق جميع البلدان هنالك عقوبة الإعدام.

كما دوَّنت الشبكة التابعة للسيد «جاف» والمنظمات المشاركة لها بيانات انتقادية وُصِفت فيها التقارير الصادرة من منظمة العفو منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش (Human Rights Watch)، والتي انتُقِدت فيها السلطات الإماراتية وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بأنها تقارير مُسيَّسة. وانتقدت تلك البيانات، كذلك، الاتحاد الأوروبي بسبب تصريحاته المنتقدة لمسار الديمقراطية في مصر.

وها هو يُسجِّل منظمةً لحقوق الإنسان في المملكة المتحدة

عندما اتصل خرونو بجاف لأول مرة في يناير ، لم يرد على أي أسئلة حول جامعة أوسلو الدولية. بعد عدد من الاستفسارات ، أرسل جاف بريدًا إلكترونيًا قال فيه إنه تم حذف الجامعة الآن. قام جاف منذ ذلك الحين بإزالة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي ، وخلال الأسبوعين الماضيين قام بتغيير إعدادات الخصوصية لحساب مؤسسته على تويتر. التغريدات لم تعد مرئية. التقى خرونو بجاف مرة واحدة ، ثم اتفق على إرسال أسئلة إليه لإجراء مقابلة. لم تنفذ جاف هذا الاتفاق ولم تجب عن أي أسئلة.

وما زال «جاف» يواصل عمله.

ففي يوم 6 مايو (أيار)، سجَّل أيهان جاف، مع المحاميين محمود شعبان وأحمد غازي، منظمة جديدة في سجل الأعمال البريطاني، واسمها مؤسسة خبراء السلام المحدودة (Peace Experts LTD). وبعد 21 يومًا، غيَّروا اسم المنظمة إلى الهيئة الدولية لخبراء الاستثمار وريادة الأعمال المحدودة (International Authority for Investment Experts and Entrepreneurship LTD).

وبتاريخ 10 يونيو (حزيران)، ظهرت في سجل الأعمال البريطاني منظمة جديدة باسم أيهان جاف والمحاميين.

وقد تولى هؤلاء الثلاثة، مع فرد رابع، تسجيل المنظمة الحقوقية التابعة للسيد «جاف»؛ وهي المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، بعنوان بريدي في لندن.

Powered by Labrador CMS